
في تطور خطير ومقلق في قضية اختفاء دميانة فرح إسحاق، البالغة من العمر 28 عامًا، ظهرت مؤخرًا رسائل نصية غامضة وردت إلى أسرتها تفيد بوجود مخطط لتهريبها إلى ليبيا خلال أيام، ما أعاد تسليط الضوء على واحدة من أكثر القضايا الإنسانية المؤلمة التي تشغل الرأي العام المصري، خاصة في أوساط الأقباط.
وردت إلى أسرة دميانة فرح إسحاق عدة رسائل نصية من حساب يُدعى “عمر العمر”، قال فيه شخص يُدعى محمود – يدعي أنه سوري مقيم في ليبيا – إنه يعرف تفاصيل ما حدث مع دميانة، محذرًا من أنه سيتم ترحيلها برفقة فتيات أخريات إلى ليبيا خلال فترة قصيرة، وطلب التواصل مع والدتها بشكل مباشر دون نشر رقمه أو مشاركته مع أي طرف.
الرسالة أثارت صدمة كبيرة لدى الأسرة، خاصة أنها تتزامن مع مرور أكثر من أسبوعين على اختفاء دميانة فرح إسحاق في ظروف غامضة، دون أي تقدم رسمي في القضية، على الرغم من تحرير محضر بتغيبها.
بدأت القصة يوم الاثنين 24 مارس 2025، حين خرجت دميانة فرح إسحاق من منزل أسرتها في عزبة النخل بالقاهرة لإحضار بعض المتطلبات الخاصة بطفلها الصغير “جرجس” البالغ من العمر عامين، والذي كان مريضًا ويحتاج رعاية طبية. استقلت دميانة “توك توك” من أمام منزلها، ومنذ تلك اللحظة، لم تظهر لها أي آثار، وتم إغلاق هاتفها بشكل مفاجئ.
زوجها، الأستاذ ماجد حشمت مسعود عوض، أكد أنها ذهبت فقط لإحضار ملابس واحتياجات للإقامة عند والدتها لفترة قصيرة، لكن غيابها طال، واضطرت الأسرة إلى تحرير محضر تغيب إداري برقم 1388 في قسم الخصوص بالقليوبية بتاريخ 25 مارس.
البرلمان القبطي وبعض الجهات الحقوقية المهتمة بشؤون الأقباط حذروا من خطورة التهاون في التعامل مع هذه النوعية من القضايا، معتبرين أن ما يحدث بمثابة “تطهير عرقي صامت”، مطالبين بفتح تحقيقات عاجلة لكشف حقيقة ما تتعرض له دميانة فرح إسحاق، وغيرها من الفتيات اللاتي اختفين في ظروف مماثلة.
كما أشاروا إلى ما وصفوه بـ”تجارة رقيق حديثة”، تُستغل فيها النساء والفتيات بعد خطفهن، وهو ما يزيد من الضغط على الأجهزة الأمنية للتحرك السريع والفوري.
قضية دميانة فرح إسحاق لم تعد مجرد واقعة اختفاء، بل تحولت إلى أزمة إنسانية وأمنية متشابكة، تزداد تعقيدًا مع كل يوم يمر. الرسائل التي تلقتها الأسرة بشأن تهريبها إلى ليبيا تضع الجهات المعنية أمام مسؤولية كبرى. الوقت يمر، وكل دقيقة فارقة، فهل تتحرك الدولة سريعًا قبل أن تُفقد دميانة إلى الأبد؟